أقبَلَت عليهِ بِقوامِها الرفيع
وابتسامةٌ رُسِمَت على شَفتيها بِشكلٍ وديع
ابتَسَمَ هوَ في هُدوءٍ نادِر
أقلَقَ فؤادَها بِصمتِهِ القاتِل!
جَلَسَت بِجانِبِه؛ فَابتعدَ عنها
وكأنَّها مُعديَةٌ وخافَ مِنها
ابتسمَت بِتعجُّبٍ وصاحت:
-أضايقَكَ مجيئِيَ الخافِت ؟
أكمَلَت وهيَ تُبللُ شَفتيها:
– ما بالُكَ نَظَرتَ إلى عيوني ولم ْتُلقِ السلام عليها؟
تَململَ في جلستِهِ بِارتباك
ورَدَّ وقلبُهُ وعقلهُ في عِراك:
. يَجِبُ أن نبتعِدَ يا شَغَف!
استولى الألمُ عليَّ، وأصابني الجَّلف!
نَظَرَت بِعدمِ فهمٍ وارِد،
و هَمَسَت بِبَحةٍ مشتتة:
– كيفَ قُلتَها يا جاحِد؟!
انتَفَضَ بِصدمةٍ ورَدَّدَ الكِنية:
. أَلَقَبتِني بِناكِر المعروفِ للتوِّ يا صبية؟!
أَمسَكَتهُ بإحكامٍ تام
و عَبَسَ وَجهُها في احتدام!
صاحت وهيَ تُطلِقَ لِدموعِها العنان:
-أنا من جَعلتُك ذا قيمةٍ بعدَ أن كُنت مجردَ قِطعةِ خَشَب!
أنا من أَعطيتُكَ روحي..
و نَسَجتُ بِكَ أهازيجَ حُروفي، متخلِّيَةً عن كُلِ الحزنِ والتعب!
أنا من غازلتُ بِكَ شخصًا أحببتُهُ في ثنايا عقليَّ..
أنا من بكيتُ عبرَكَ أرواحًا تلاشَت فجأةً من حولي!
أنا من كانت تحتضِنُك بين يديها الناعمة..
تُدغدِغُكَ بينَ شفتيها ساهِمة…
تبتَسِمُ إليكَ بامتِنان..
و تَضَعُكَ تحتَ وِسادتِها لِتنام!
أنا من جعلتُك رمزًا واعِدًا لاسمِها..
شغفٌ أنا…مِن بعدِكَ يا قلمي..قاتِلة!
سأُُخرِِجُ سَخطي على البشرِِ بدل الورق..
سأصرُخُ بألفٍ آهٍ كُلما تذكَرتُكَ، فَلِماذا الأبَق؟
تَنَهَدَت و الهواءُ يُصارعُ شعيراتِها كالحَبَق:
…..
ألا تستَنشِقُ رائِحتكَ بين أصابِعي؟
ألن تشتاقَ إلى مواساتِكَ لِمدامعي؟
أَستهجُرُ سطورَ الفَرَحِ، والحزنِ، والأمل، واليأس فجأة!؟
أ…أستترُكُ شغفَكَ تضيعُ بينَ هواجِسِ الليالي والعتمة؟
أ..
. اصمُتي!
أمالَ مِمحاته على وجنَتيها..
مَحى لآلئ قهوَتَيها..
زَفَر بِنزق، وزفيرهُ لَفَح وجهها بِرائحة عبقِ الورق ..
قالَ بِصوتِهِ الرخيم:
. جميلتي التي تُعطي بدون أخذٍ..
أخذَت مِني كل شيءٍ؛ ولم تُعطِني سِوا أقل القليل!
أميرتي التي تبتسمُ في وجوهِ الكل..
تأتي أمامي، وتُخبِّئ نواجذها، وبسمتُها الحقيقية لا تطُل..
لم أعُد أحتمِل…
إما أموتُ معكِ وأنكَسِر..
وإما تصفعينَ كل جارحٍ بيدِكِ، بَدَل كسرِكِ لرَصاصي المُضمحِل..
إما البقاء بِالعدلِ
و أما موتُ الشغفِ
و لِيحيا القتْل!
ك/ وَطَن🫐